بالصور| 5 أسر تحت خط الفقر في المصلى بأسيوط

أسر تحت خط الفقر في  المصلى بأسيوط
أسر تحت خط الفقر في  المصلى بأسيوط

هنا في منطقة المصلى بأسيوط، تجد أناسًا أحياء وكأنهم أموات، فهم يعيشون تحت الأرض في منازل بلا دورات مياه، ولم لا فهم لم يجدوا من يمد يد العون لهم لبناء حياة آدمية.

 

 هؤلاء قتلهم الإهمال والفقر والجهل، لكنهم راضون بالعيش في أماكن كالجحور، ورغم هذا لا يريدون ولا يبتغون في الدنيا سوى "الستر".

 

 

مسنة تعيش مع أحفادها في 6 أمتار

 

رسمت السنون على وجهها تجاعيد تنم عن مدى الشقاء التي مرت به طوال سنوات عمرها الماضية، متغلبة على إعاقتها بعد إن بُترت ساقها اليمني نتيجة مرض السكر.

 

 في غرفة لاتزيد عن 6 أمتار، وبدون دورة مياه، تعيش أسرة مكونة من سيدة وأحفادها الـ6 التي تعولهم بعد وفاة والدتهم، وإعاقة والدهم، فهي تعيش يوميًا جراء أجر بيع ثمر الدوم، والتي لا تتعدى سعر الوحدة منها 50 قرشًا للدومه الواحدة، وبمساعدات أهل الخير تكافح للعيش.

 

سرير ودولاب هي كل أملاك العجوز

 

 قالت السيدة عرب محمود مبتسمة:"ثلاثة أمتار في مترين هي الغرفة التي أذن الله أن أعيش فيها، الحمد لله راضية بقضاء ربنا ومش عايزة حاجة غير إني أربي أحفادي الستة، سرير ودولاب هي كل أملاكي، وأصرف على ولدي محمود العاجز ،وأبنائه الستة من بعد وفاة أمهم، بالأموال التي أربحها من بيع الدومة بـ50 قرشا، ومساعدة أهل الخير الذين لم يتخلوا عني، والحمد لله على العيشة مدام ربنا عايز كدة".

 

وأضافت العجوز: "أكسب رزقي مما أبيع، ولم أقنط من رحمة الله وراضية بحياتي، ليس لدي معاش يساعدني على سد رمق أحفادي.. يحضر لي الدوم شاب يعرف حالتي جيدًا ويأخذ مني ما فيه النصيب، ولا يدقق معي في الأسعار، وأحفادي يأكلون ويشربون معي طوال اليوم ثم يعودون لشقه استأجرتها لهم بمبلغ 200 جنيه في الشهر والله هو المعين".

 

وتابعت السيدة المسنة: "لا توجد دورة  مياه في الغرفة التي أسكنها، وأضطر إلى الذهاب عند جيراني لقضاء حاجتي، وهم يتحملونني لأنهم يعلمون الحالة، وكل المنطقة حالها مقارب للحال، والمصلى هي منطقة الفقراء الذين لا يعرفون طعم الدنيا، أغلب الأطفال لا يدخلون المدارس، بسبب عدم قدرة أهلهم على تعليمهم، وأغلب سكان المنطقة يعملون في جمع القمامة وبيعها".

 

 

 كريمة وأبناءها الـ5 يمتهنون جمع القمامة.. والشقة حلم يراوضها

 

لم تستطع كريمة محمد سيد تعليم أبنائها الخمسة، واضطرت إلى تشغيلهم في جمع القمامة، فزوجها أصيب بقرحة في المعدة، ومرض السكر، وضعف النظر.

 

الفقر المدقع اقتحم حياة كريمة محمد وعائلتها، فابنها الأكبر يستأجر "ترو سيكيل" لجمع القمامة، ويبيع البلاستيك الموجود في القمامة، كي يعول أهل بيته، وباقي القمامة التي يجمعها يفرزها أشقائه الأربعة لاستخراج ما ينفع للبيع.

 

تقول كريمة سيد: "لدي ابنان من الشباب، و3 أطفال، وزوج وصل إلى مرحلة حرجة من المرض فبصره أصبح ضعيفًا للغاية وأصيب بقرحة في المعدة، وأنا لا استطيع العمل، لأنني مصابة بحروق سببت لي عجزًا جزئيًا في الجسم باليد اليسرى والجانب الأيسر من الجسد كله، ولم أحصل على أي مؤهلات، ومع ذلك أستأجر "تروسيكيل" بـ30 جنيهًا يوميًا كي أساعد ابني في العمل عليه عبر جمع القمامة ونقل البلاستك، كما أنني أقدم بدفع إيجار 200 جنيه غرفتين، وصاحب المنزل يريد إخراجي من المنزل".

 

وأضافت كريمة سيد: "أقصى ما أحلم به هو الحصول على شقة من الحكومة نستطيع العيش فيها، ومصدر دخل مناسب لأن ابني الذى يعمل ليل نهار في جمع القمامة مصاب بالصرع والتشنج، ومن الممكن أن يصاب بالحالة في أي وقت أثناء العمل".

 

 

شربات وزوجها يعيشون بـ280 جنيهًا

 

 تجاوزت الـ70 عامًا، وتعيش مع زوجها المصاب بالجلطة والسكر وعجز نصفي، في منزل من غرفتين عبارة عن 40 مترًا، والذي تحول إلى أنقاض بفعل الزمن والظروف الصعبة.

 

تقول شربات كريم: "لم يرحمنا المرض ولا الزمن ولا أصحاب منزلنا هذا الذي أكله الزمن، ولكننا نعيش في ظل الرحمن، الجدار الخلفي للحجرة سقط نصفه، والسقف أوشك على السقوط علينا ،وأصحاب المنزل يطلبون منا المغادرة قبل أن يسقط علينا، وحفرنا دورة مياه في الشارع، وقمنا بعمل لها خيمة حتى نستطيع أن نكمل حياتنا، والله لم يتركنا".

 

وتابعت: "دخلي أنا وزوجي المريض 280 جنيهًا وهو معاش الشئون الاجتماعية، وزوجي مريض بالسكر والضغط ويعاني الجلطة التي افقدته القدرة على الكلام، ولا نجد مساعدة وكل ما نريده هو أن نحيا حياة كريمة والستر من الله، بدلاً من الفضيحة، وقضاء حوائجنا في الستر".

 

وأضافت شربات كريم:  "أولادي تزوجوا جميعًا وتركوني وزوجي نعيش في هذا المنزل، وليس لدينا مال لترميم المنزل وخايفة يقع عليا السقف أنا وزوجي وإحنا نايمين، وصاحب المنزل لايهتم بالأمر ابدًا".

 

 

الحاج محمد يعيش في مسجد بعد أن طرده ابنه

 

 

يعيش الحاج محمد، الذي ناهز الـ60 عامًا، داخل مسجد الشيخ يوسف بمنطقة المصلى في غرب مدينة أسيوط، بعد أن طرده ابنه من المنزل الخاص به نزولاً على رغبة زوجته.

 

وأصيب الحاج محمد بالجلطة في ذراعه، ومنذ ذلك الحين بدأ يكافح بالتعاون مع أهل الخير لتوفير العلاج، ولا يملك إلا معاش الشئون الاجتماعية المقدر بـ220 جنيهًا.

 

يقول الحاج محمد: "أنهى ابني دراسته في المدرسة الثانوية الصناعية، وقررت أن أزوجه معي في شقتي أنا ووالدته رحمها الله، وضاقت زوجته ذراعًا بي، وطلبت منه طردي خارج المنزل، خاصة وانا مصاب بجلطة في الذراع اليسرى".

 

واختتم الحاج محمد حديثه قائلا: "قررت أن يكون المسجد منزلي، وأعيش ما تبقى من عمري فيه في خدمة المسجد، وأتمنى من الله أن يتم لي ما بقي من العمر على خير،  وأتمني  أن أجد ثمن العلاج، ويساعدني أهل الخير بما فيه النصيب، وكل همي أن أعيش مستورًا، أحصل على معاش من الشئون الاجتماعية ليس لي مصدر دخل سواه".